Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4

 

 

نُشرت في جريدة النهار بتاريخ 04-12-2012 

الدكتور بيارو كرم

في سريرهما، مئات المشاكل...  

 

فيالظاهر، يتألف الثنائي من شريكين، لكنهما فعلياً أربعة أشخاص، فنحنفريقان: أنا والطفلة إبنة بيئتي من جهة وإبنة والدي من جهة أخرى، هو الشريكوالطفل إبن بيئته من ناحية وإبن والديه من ناحية أخرى. بمعنى آخر، يحمل كلمنا تجربته الخاصة وتاريخ حياته، لهذا تكون الخلافات في حياة الثنائيالحميمة منوّعة للغاية ومرتبطة بمعظمها بماضي الشريكين، بالإضافة الىالمشكلات الحياتية وانعكاساتها النفسية ومتطلبات مجتمعنا الإستهلاكي. أماأبرز المشكلات في حياة الثنائي بحسب أهميتها، فهي: 
 نقص التواصل بين الشريكين. 
 نوعية العلاقة الجنسيّة أو تكرارها والروتين الذي يطرأ عليها. 
 التربية والممنوعات أو المحظورات، والمعتقدات على أنواعها.
 
 العنف النفسي والإذلال والإهانة.
 
 الغيرة.
 
 الأولاد وطريقة تربيتهم.
 
 العنف الجسدي.
 
 الكحول أو المخدرات أو التدخين.
 
 المشكلات المالية.
 
وتتمثلنتائج النزاعات والمشكلات في حياة الثنائي اليومية، بتعقيدات وخلل فيالفعل الجنسي. ويظهر هذا الأمر عند المرأة على شكل عسر الجماع (آلامالجماع)، أو تشنج مهبلي، أو نقص في التزليق (الترطيب) أو غياب هزّة الجماع (النشوة) وغيرها. أما عند الرجل فتنعكس على شكل القذف المبكر وضعفالإنتصاب. كذلكتترجم عند الإثنين على شكل تراجع في الإنجذاب أو انعدامه،وتقهقر الرغبة ونقص الخيال (الهوامات) والخوف من عدم التمكن من القيام بمايجب. 
ويعتبرتراجع الرغبة الجنسيّة المشكلة الجنسية الأهم، وهي تفوق أهمية بأشواطمشكلات الإنتصاب أو القذف المبكر أو حتى التظاهر ببلوغ النشوة. كثيراً ماأسمع عبارات مثل: "لم يعد يرغب بي"، "لم يعد يحبني"، أو "هي لا تفهم أننيلا زلت أحبها رغم عدم وجود الرغبة لدي". غياب الإنجذاب الجسدي نحو الشريكأو تراجعه هو المشكلة الجنسيّة الأكثر شيوعاً عند الثنائي، ويُعدّ هذاالأمر من أهم المحظورات في الجنس. 

 

الرغبة والحب مختلفان

 

ويتمتفسير انخفاض الرغبة على أنه نقص في الحب وهذا أمر خطأ شائع، إذ يواجه 50 % من الثنائي مشكلة في الرغبة. وعندما تطرح عليّ النساء خلال الإستشارات هذاالسؤال: "لم أعد أشعر برغبة تجاهه، هل ما زلت أحبّه؟"، أعلم أن المشكلاتوالمصاعب قد بدأت، فنحن نميل إلى الخلط بين الحب والرغبة في حين أنهماأمران مختلفان.  
كماأن ربط تراجع الرغبة أو غيابها بضعف الإنتصاب عند الرجال، وغالباً ما يكونالأمران مترافقان، هو مفهوم خاطئ، فهما أيضاً أمران منفصلان. ذلك أن غيابالرغبة يعني عدم القدرة على القيام بعلاقة جنسيّة، مع حصول الانتصاب أو مندونه. عندما يواجه الرجل مشكلات في الإنتصاب، يميل إلى الإنطواء على نفسهوعدم التواصل مع شريكته، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى أن تشعر بأنهامرغوبة، حينئذ يواجه الثنائي أصعب الضغوط النفسيّة والمشكلات والمصاعبالجنسيّة. 
جميعهذه التعقيدات الشائعة في الفعل الجنسي، من تراجع الرغبة عند المرأةوالرجل على حد سواء، فضلاً عن عدم الوصول إلى النشوة، وعسر الجماع،والبرودة الجنسيّة، وتشنج المهبل، ومشكلات التزليق عند المرأة والإنتصابعند الرجل، ليست بمعضلات، وخصوصاً أنه من الممكن معالجتها جميعاً شرط أننقبل الخضوع للعلاج.  
ورغمأن الموضوع لم يعد من المحظورات، إلاّ أن الإستعانة باختصاصي في الصحةالجنسية والصحة النفسية واستشارته، لا يزال محاطاً بنوع من الخجل أوالمهانة.  
ثمةحالات يتعايش فيها الأشخاص مع مشكلتهم عشر سنوات رغم أنه من الممكن إيجادحل لها، علماً ان التحدث إلى الغير عن مشكلاتنا الجنسيّة وحتى الى الشريكليس امراً سهلاً، فكيف يمكن أن نتطرق إلى المصاعب التي نواجهها من دون أنيحكم علينا ومن دون أن نسبّب إحباطاً للشريك؟ 

 

كلا، ليس العمر!

 

مامن عمر معيّن للتوقف عن ممارسة الجنس و"لحسن الحظ لا يوجد حدود لهذاالأمر!". أتذكر أحد المرضى الأكبر سناً ويبلغ من العمر 72 سنة، زارني فيعيادتي وبادر إلى القول خلال المعاينة الأولى: "رجاء لا تقل لي إنه العمر! لدي صديق عمره 87 سنة وتسير أموره على ما يرام". إن التمتّع بحياة جنسيةجيدة يعني أن نفهم رغبات الآخر وتوقعاته، وقبل كل شيء أن نفهم أنفسنا ونفهمرغباتنا الجنسية وننصت إلى شهواتنا. ولكي نتمتع بحياة جنسية جيدة، يجبأيضاً أن نعي المشكلات التي يمكن أن تحصل، وأن نحلّل العوامل التي يمكن أنتؤدي إلى حصول خلل ما في الرغبة الجنسية.  
ومنالطبيعي أن تعيش رغبتنا الجنسية تقلبات في بعض الأحيان، في ظل الضغوطالنفسية في مجتمعنا ووجود الأطفال والتعب والإجهاد والمتطلبات الماديةالحياتية في أيامنا هذه. لذا، علينا أن نقبل بهذه التقلّبات وأن نتفهمتراجع الرغبة ثم تزايدها، لأن ذلك يسهم في جعل شهوتنا حليفاً لنا. 

 

هل ما زال يحبني؟

 

السؤالالذي تطرحه النساء على أنفسهن إذا لم يحصل الانتصاب، هو: هل ما زال يحبني؟مع هذا السؤال، تظهر فكرة أن المرأة قد تملك القدرة على جعل عضو الرجلينتصب من خلال الحب والرغبة اللذين تثيرهما فيه. فهي لا تملك قضيباً،ولكنها تحلم وتستثار لفكرة أن تجعله ينتصب أو لا، ولكن ماذا يحصل عندما لايستجيب القضيب؟ هل تشعر بأن هذا الأمر يؤثر في الصورة التي كوّنتها عننفسها؟ وتسأل نفسها "ألم أعد مرغوبة؟". وهي تفضل في غالبية الأحيان من أجلالتغلّب على مصدر قلقها هذا، أن تحمّل الرجل مسؤولية هذا الأمر وتدفعهتالياً إلى الإحساس بالذنب مع غياب الإنتصاب وتراجع حبّه لها. 
ماهو موقف الرجل في ظل هذا الوضع؟ هو متأكد ومقتنع أيضاً من أن المرأة هي منتسيطر على الانتصاب لديه، ومن هذا الاعتقاد يأتي وصفه لها بالـ"مثيرة" أملا، وكأن هذا الأمر لا يتعلق به. 
وهكذا،يغرق الثنائي في قذف الكرة إلى ملعب الآخر، مما يشير إلى هشاشة كلاالشريكين ورغبتهما في السيطرة على الأمور وعجزهما أمام هذا العضو الذي لايستجيب للمؤثرات الحسيّة.  
عندمالا يحصل انتصاب، وفي غياب أي مشكلة جسدية، يجب أن نبحث في الأمورالنفسيّة. ما الذي يحدث كي لا يرغب الرجل في استقبال انتصابه؟ من يريد أنيعاقب؟ هل يعاقب نفسه أم شريكته؟ في بعض الأحيان يؤدي الإفراط في الحبأيضاً إلى "تعطيل" القضيب، لأن الرجل في لا وعيه يربط ما بين الإيلاج) العمل الجنسي (والعمل العنيف أو العمل المهين لهذه المرأة التي هي في الوقتنفسه أم أولاده. ويبقى الانتصاب دليلاً على قدرة الرجل على الإفادة منالقضيب أم لا، وإن لم يكن مدركاً لهذا الأمر في معظم الأحيان. وإذا مااكتسب الرجل حرية التفكير - بمساعدة اختصاصي - في معرفة السبب الذي يقفوراء مشكلته، يمكن المرأة أيضاً أن تتساءل لماذا تترك للقضيب تحديد قيمتها؟

 Dr Pierrot Karam

Sexologue, Psychothérapeute et Hypnothérapeute

Liban

Videos

Alpha Phi Delta crest EFS logo logo SFSCWAS LOGO1 world council for psychotherapyIACTmembersmISH international society of hypnosis Logo dz