العادة السرية... ماذا تكشف للمرأة عن جسدها؟
*إختصاصي في الصحة النفسية والصحة الجنسية
لطالما اعتبرت من المحرّمات، وأحيطت بها إتهامات واعتراضات عدّة. ولكن، ما هي وجهة النظر العلمية من ممارسة المرأة للعادة السرّية؟
لنتفق على أمر منذ البداية: على النساء ممارسة العادة السرية – الإستمناء (Masturbation) - لمعرفة جسدهن والأماكن الأكثر إثارة فيه. والإستمناء لدى النساء وإذا كان يلاقي تشجيعاً في يومنا هذا، إلاّ أنه لا يخفى على أحد أن الحال لم تكن كذلك دائماً. إذ، ولمدة طويلة، كان الإستمناء محرماً وممنوعاً ويُعتبر خطيئة عظمى. أُلصقت به كل التهم وأكثرها إنتشاراً ورواجاً لدى المعترضين عليه هي أنه يؤدي إلى ظهور البثور في الوجه(acnée)، وحلقات سوداء حول العين، والعمى(épilepsie)، والوهن العصبي(neurasthénie)، والموت المبكر(mort prématurée)، وإلى نوبات الصرع وذلك لدى الرجال والنساء على حد سواء. ولهذا شهدت بعض العصور والمناطق إنتشاراً لحالات من إستئصال البظر(clitorectomies)، والخصي(castrations)، والختان(circoncisions) بطلب من الأهل بداعي حماية أطفالهم.
وعند إستيقاظ الرغبة الجنسية، تشعر الفتاة الصغير بضرورة وحاجة ملّحة للإهتمام بهذه المنطقة من جسدها، أي بأعضائها التناسلية من دون أن تلمسها. فتلجأ في هذا العمر المبكر إلى ركوب الدراجة الهوائية والأرجوحة مثلاً لما يوفرانه من وسائل التسلية هذه، من إحتكاك(Frottement) مباشر مع المنطقة المعنية. العديد من الفتيات يفضّلن خلال مرحلة المراهقة التعرف إلى المشاعر والإثارة الجنسية من خلال قصص يروينها لأنفسهن، ومن خلال إبراز أنوثتهن(féminité) عبر الملابس والشعر والإبتسامة وغيرها... إن إستكشاف الفتاة لجسدها ببطء وعلى مراحل وبطرق غير مباشرة، هو الذي سيقف وراء ميلها وتفضيلها للمداعبة والملاطفة والعناق.
تعبير وحرية
الإستمناء ليس محظوراً وليس محصوراً بالرجال. هو تعبير عن الحرية والإستقلالية. يسمح للمرأة بضخ الحياة في أعضائها التناسلية وإستكشافها، والإطمئنان إلى أنها تملك القدرة على الإستمتاع وبلوغ الرعشة(Orgasme). والإستمناء هو أيضاً الوسيلة الأفضل للخروج من الإعتقاد السائد لدى المرأة على مستوى اللاوعي بعدم وجود عضو تناسلي لديها والذي يستسلم له بعض النساء ويغرقن فيه، لأن هذه الأعضاء داخلية لديهن عكس الرجل، حتى يأتي رجل ويوقظهن من هذا الحلم...
الإستمناء أيضاً يؤدي إلى إفراز "الأندورفين"(endorphine) تماماً كمتع الحياة الأخرى، وهو مفيد نفسياً ويساعد في الإسترخاء والنوم والتخلص من الإجهاد والتوتر. وهو يخفف من الإحباط الجنسي(frustration sexuelle ) وبالتالي من المزاج السيء أو العكر، وهو أيضاً مفيد للجسم. فعندما نمارس العادة السرية، تتسارع نبضات القلب لتصل إلى 65 % من قدرته القصوى. وهو وإذا كان لا يمكن إعتباره رياضة إلاّ أنه يسمح بإجراء تمرين قلبي وعائي(cardio-vasculaire ) حقيقي يعود بالفائدة على الصحة بأجملها.
ويسهم الإستمناء بتمتع المرأة بحياة جنسية مُرضية ومشبعة. وهو أساسي لكي تتعلم طريقة عمل جسدها. ويمكنها بهذه الطريقة إبلاغ شريكها بما يقدم لها أكبر قدر من المتعة ويمنحها شعوراً بالإرتياح بخصوص متعتها. وثمة إحصاءات تظهر بأن المرأة التي تمارس الإستمناء وتصل إلى الرعشة، لديها فرص أفضل لبلوغ هذه الرعشة مع شريكها.
أما بالنسبة إلى المرأة التي لا تسمح لنفسها بممارسة الإستمناء لإعتبارات شتّى (إجتماعية أو دينية)، فأنصحها كمرحلة أولى بتحفيز مناطق ثانوية مثيرة جنسياً، كالثديين والعنق والأذنين والرأس والشعر، عوض الإسراع إلى تحفيز البظر(Clitoris). كما يمكنها الإستماع إلى موسيقى مثيرة وشاعرية بالنسبة إليها والتي تحرك مشاعرها أو إشعال شمعة ذات رائحة توقظ لديها أحاسيس وأموراً مثيرة... أي بكلمات أخرى تخفيز الجسد والعقل والروح قبل الدخول في صلب الموضوع.
أيضاً عن البظر
البظر الذي كان محور مقالنا السابق، يتغلغل في المهبل أبعد مما قد نتصوّر. فإذا أخذنا في الإعتبار تفرعاته وجذوره الداخلية، فسيراوح طوله بين 8 و10 سم وعرضه بين 3 و6 سم. تصل وتمتد نهاياته العصبية إلى داخل المهبل(vagin)، لذلك أنصح المرأة بتحفيزه للمساعدة في الوصول إلى الرعشة المهبلية(Orgasme Vaginal)، سواء لوحدها أو مع الشريك. الرعشة البظرية(Orgasme Clitoridien)هي غالباً الأسهل والأسرع. لا داعي لأن تحرُم المرأة نفسها من هذه المتعة تحت أية ذريعة!
وأخيراً، يبقى الأهم في مصارحة الذات ومراجعة الأفكار المسبقة والمكتسبة والمحظورات على أنواعها لكي تتمكن كل إمرأة من معرفة جسدها وحاجاته ولحياة جنسية متناسقة ومتكاملة، مع أو بدون الشريك.
Dr. Pierrot Karam
Sexologist, Psychotherapist and Hypnotherapist
- See more at: http://www.heavenhealthclinic.com/index.php/published-articles/74-2013-10-10-18-55-01#sthash.eIqr4CKp.dpuf
www.heavenhealthclinic.com
e.mail: This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.