نُشرت في جريدة النهار بتاريخ 20-11-2012
الدكتور بيارو كرم
هل سألتَ نفسك: كيف تنظر هي إلى العملية الجنسيّة؟
قد يذهب البعض في تفكيرهم إلى أن المرأة - بتركيبتها وطبيعتها - معقّدة إلى حد كبير، إلاّ أن ما يجهله كثيرون، هو أنَّها "بسيطة جداً" في الفراش. وحين يدرك الرجل ما هي حقاً رغباتها، يحصل بسهولة على تكامل تام في العلاقة الجنسيّة، لأن تطلّعاتها حينها تكمِّل رغباته وتطلّعاته
في الفراش، لا يتشابه سلوك النساء و الرجال. فلكل منهما متطلّباته ورغباته وهواماته وحتى حاجاته، وتالياً توجّهاته المختلفة التي تقوده إلى التوازن والسعادة المنشودة في علاقة مستقرّة بين شريكَين.
كيف؟ فيما يرى الرجل في الفعل الجنسي ممارسة رياضيّة تقوده إلى اللذّة الجسديّة والقذف، فإن هذا الفعل نفسه - بالنسبة إلى المرأة - ليس غاية في ذاتها، بل هو مرحلة من المراحل التي تقودها إلى أن تكون محبوبة ومرغوبة أكثر. إذاً، العقل يطغى عند المرأة، وتتفوّق نظرتها إلى الحب والتواصل على الفعل الجنسي المحض.
من هنا، يندرج التواصل والعلاقات البسيكولوجيّة والنفسيّة في صلب الحياة الجنسيّة عند النساء. لذا، تعتبر المرأة أن الحوار والتشاور والتواصل الموسَّع الذي يطال كل الموضوعات، بما في ذلك الجنس، تشكّل أساساً لا مفرّ منه لاستقرار الشريكَين وسعادتهما.
لذلك، وبدافع الشراكة السليمة وحفاظاً على خير الثنائي في الحياة اليومية، تتحدّث المرأة بانفتاح عن العلاقة الجنسيّة من الند إلى الند مع شريكها، بلا خجل ومن دون مطالب مبالَغ فيها. وهكذا، فإن ممارسة الجنس والتحدث عن الجنس والحب هما تقريباً في مرتبة واحدة بالنسبة إلى المرأة.
الجماع ليس أولاً
يتيح الحوار الجنسي الحقيقي تعزيز الثقة والصراحة في العلاقة بين الشريكَين، مما يولّد تناغماً متبادلاً بينهما، وحناناً ورغبة حيال الشريك. الحوار الجنسي الحقيقي قبل الانتقال إلى ممارسة الجنس، هو شكل من أشكال احترام المرأة، ويمنحها حماية نفسيّة تمهد لها الطريق وتسهّل عليها الأنخراط الكامل في العمليّة الجنسيّة .
وبما أن الجماع ليس الهدف الأساسي للمرأة، فما تطلبه في الجنس هو التواصل والحوار الحقيقي من أجل بناء علاقة أقوى وأكثر هدوءاً وهناء. وليس الفعل الجنسي في نهاية الأمر، سوى النتيجة الطبيعية لهذه العلاقة، من دون التقليل بالتأكيد من شأن اللذّة الجسديّة.
لذا، عليكَ دائماً أن تعرف أن المرأة تبحث عن علاقة جنسيّة يرغب فيها الشريكان رغبة تامة، الواحد من أجل الآخر وليس ضد الآخر. هي تريد علاقة حقيقية وكاملة ترتكز على التبادل، و تحتاج إلى الشعور بالثقة واليقين وبأن شريكها صادق معها. لذا، فإن التواصل مع الشريك هو حاجة أساسيّة بالنسبة إليها، كونه يضاهي العملية الجنسيّة برمّتها.
عزيزي الرجل تذكَّر:
¶ خلافاً للرجال الذين تمنحهم ممارسة الجنس الرضى التام في جميع الأحوال، تريد المرأة أن يحبّها الرجل لما هي عليه في شخصها وليس لما تمثّله جنسيّاً، حتى ولو كان الفعل الجنسي يعني أيضاً أنها مثيرة للإعجاب ومرغوبة، إلاّ أنه لا يكفي ليوفر لها عموماً الرضى الكامل.
¶ تنتظر المرأة "اهتماماً" حقيقيّاً". فهي ليست دمية أو لعبة، وبالنسبة إليها، مراحل الإستعدادات والمداعبة في ممارسة الفعل الجنسي هي الأهم. لا تحبّ حرق المراحل، ولا الشعور بأن ثمّة من يضغط عليها ويريد استعجال الأمور.
¶ الأساس هو في استغراق الوقت الكافي لإشعال الرغبة الحقيقيّة لديها، فهي تريد أن تشعر أيضاً بأنها محبوبة ومرغوبة.
¶ الرجل الذي يعرف كيف يجعل شريكته تشعر بالمتعة القصوى، مع إيلاء الأهمية الكبرى لرغباتها ، يتأخّر أكثر في بلوغ النشوة، وهكذا يشعر بلذّة أقوى وتتعزّز "الأنا" لديه.
¶ تريد المرأة قبل كل شيء أن تلمس في نظرة شريكها إليها، كما في ممارسة الحب، اعترافاً بكيانها الجسدي والفكري وأن تشعر باحترامه لها.
¶ أما بالنسبة إليكِ، فعليكِ أن تعلمي أن المرأة - وكي تنجح في حياتها الجنسيّة - يجب أن تفرض شخصيّةً في تناغم مع جسدها الأنثوي لتثبت أنها مفعمة بالرغبة حيال شريكها، فتكون "امرأته" إنما في الوقت نفسه وفي شكل أساسي، "إمرأة" بكل معنى الكلمة!
Dr. Pierrot Karam
Sexologist, Psychotherapist and Hypnotherapist
Lebanon
http://www.annahar.com/article.php?t=naharak&p=4&d=24913&dt=2012-11-20 2012-11-20